الدوحة/21 أغسطس-2017/وكالات/ كشفت اللجنة العليا للمشاريع والإرث، الجهة المسؤولة عن تنفيذ مشاريع كأس العالم قطر 2022 وتهيئة الأرضية اللازمة لاستضافة البطولة، يوم امس عن تصميم استاد الثمامة سادس الاستادات المرشحة لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022.
ويستوحي الاستاد تصميمه الفريد من القبعة العربية التقليدية المعروفة في قطر باسم "القحفية"، والتي تشكل جزءا من اللباس التقليدي للرجال في أرجاء الوطن العربي إذ يرتدونها تحت "الغترة" و"العقال" لتثبيتهما.
وقد تطورت أنماط تصميم القحفية مع تطور المجتمع المحلي والعربي، ولم تكن القحفية تباع في الماضي، بل كان يصنعها الآباء يدويا ويهادون بها أبناءهم.
وتختلف أنماط وألوان وأسماء القحفية تبعا للدولة أو الثقافة التي تنتمي إليها، وقد استوحي تصميم استاد الثمامة من القبعة المعروفة بـ"أم نيرة" والتي كانت في الماضي إحدى أكثر القبعات انتشارا في دولة قطر وتشابه نقوشها النقد المعدني الأبيض أو الذهبي على خلفية بيضاء.
ويعد استاد الثمامة أول استادات كأس العالم التي تصمم بالكامل بأيد قطرية عربية، إذ تولى تصميم الاستاد المكتب العربي للشؤون الهندسية أقدم شركة استشارية هندسية معمارية في قطر، وقد قاد فريق العمل المعماري القطري المتميز إبراهيم الجيدة، الذي صمم أيضا مبنى وزارة الداخلية الجديد في قطر، ومقر معرض مطافئ الدوحة والمبنى السابق لإدارة مؤسسة قطر الذي يطبع اليوم على ورقة المئة ريـال قطري.
إلى جانب التصميم العربي للإستاد يتولى تحالف قطري تركي أعمال تشييد الاستاد، ويجمع هذا التحالف بين شركتي هندسة الجابر و"تيكفين" للإنشاءات، ليجسد استاد الثمامة بذلك التزام دولة قطر باستثمار بطولة كأس العالم لكرة القدم لتعزيز نمو الاقتصاد القطري واقتصاد المنطقة بشكل عام.
وكانت الأعمال التمهيدية وأشغال الحفر الأولية في استاد الثمامة قد اختتمت في العام 2016، وبدأت أعمال المقاول الرئيسي في الربع الثاني من العام الحالي، فيما يتوقع إنجاز الاستاد بحلول عام 2020.
ويقع الاستاد في منطقة الثمامة التي يحمل اسمها، وهي منطقة حيوية تقع جنوب مدينة الدوحة وتبعد 6 كم تقريبا عن الكورنيش، و5 كم جنوب غرب مطار حمد الدولي الذي سيستقبل ما يقرب من 200 ألف مسافر يوميا خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم. كما يعد الموقع قريبا من العديد من محطات الخط الأحمر لمترو الدوحة، مما سيسهل تنقل المشجعين ما بين أماكن إقامتهم والاستاد، ويمكنهم أيضا من مغادرة الاستاد أو الوصول إليه بسرعة في حال رغبوا في حضور مباراة أخرى في اليوم ذاته.

وقال المهندس هلال جهام الكواري، رئيس المكتب الفني في اللجنة العليا للمشاريع والإرث: "إن هذا التصميم يضاف إلى خمسة تصاميم سبقته استوحيت في معظمها من الثقافة العربية والطراز المعماري الخليجي، ويعكس ذلك التزام دولة قطر باستثمار هذه البطولة لتعريف العالم بالثقافة العربية، كما يأتي هذا الإعلان ليؤكد على استمرار العمل بوتيرة متسارعة لإنجاز كافة استادات بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022، والعمل جار بالفعل في سبعة من الاستادات المرشحة لاستضافة البطولة وذلك بعد تدشين استاد خليفة الدولي في شهر مايو الماضي".
وقد سبق أن استضاف موقع استاد الثمامة النموذج التجريبي لتقنية التبريد المبتكرة عام 2010، حيث زاره أعضاء الفيفا للتأكد من نجاح التقنية في خضم تقييمهم لملف قطر لاستضافة البطولة، كما استضاف الموقع ذاته أربع دورات تدريبية للاتحاد القطري لكرة القدم، وتصفيات بطولة كأس العمال، وهي مبادرة أطلقتها اللجنة العليا لتمكين العمالة الوافدة بمختلف أنحاء قطر للعب كرة القدم بشكل تنافسي، والتي شارك فيها ما يزيد عن 10 آلاف عامل بناء في نسخها الأربع ما بين 2013 / 2017.
وسيزود استاد الثمامة بعدد من التقنيات والعناصر التي تجعله من أحدث الاستادات العالمية، إذ سيكون مجهزا بكافة التجهيزات التي تضمن سهولة الوصول والاستمتاع بالتجربة الكاملة للمباريات للأشخاص ذوي الإعاقة، وقد جربت اللجنة العليا للمشاريع والإرث بعض هذه التقنيات بالفعل في استاد خليفة الدولي الذي جهز بغرفة لمرضى التوحد خلال حفل الافتتاح في تجربة رائدة على مستوى المنطقة والعالم.
كما سيزود استاد الثمامة بتقنية التبريد المبتكرة التي يجري تطويرها في قطر لتمكين اللاعبين والجماهير من الاستمتاع بالمباريات في أجواء مثالية على مدار العام ودون أن تؤثر الحرارة في أداء اللاعبين أو تجربة الجماهير داخل الاستاد.
وفي مرحلة ما بعد البطولة سيتم تخفيض عدد مقاعد الاستاد إلى 20 ألف مقعد، وستمنح دولة قطر المقاعد الإضافية للدول التي تفتقر للبنى التحتية الرياضية حول العالم، فيما ستستغل مساحة المدرجات العلوية لبناء فندق مطل على الاستاد يضم 60 غرفة، إلى جانب مجموعة من المرافق التي سيتم الاتفاق عليها مع أهالي الثمامة لضمان تلبية احتياجاتهم ما بعد الصافرة النهائية عام 2022.
جدير بالذكر أن اللجنة العليا للمشاريع والإرث أنشئت في عام 2011 لتتولى مسؤولية تنفيذ مشاريع البنية التحتية اللازمة لاستضافة نسخة تاريخية مبهرة من بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022، ووضع المخططات والقيام بالعمليات التشغيلية التي تجريها قطر كدولة مستضيفة للبطولة، لتساهم بذلك في تسريع عجلة التطور وتحقيق الأهداف التنموية للدولة، وترك إرث دائم لقطر، والشرق الأوسط، وآسيا، والعالم أجمع.
وستساهم الاستادات والمنشآت الرياضية الأخرى ومشاريع البنية التحتية التي نشرف على تنفيذها بالتعاون مع شركائنا في استضافة بطولة متقاربة ومترابطة، ترتكز على مفهوم الاستدامة وسهولة الوصول بشكل شامل. بعد انتهاء البطولة، ستتحول الاستادات والمناطق المحيطة بها إلى مراكز نابضة بالحياة المجتمعية، مشكلة بذلك أحد أهم أعمدة الإرث الذي نعمل على بنائه لتستفيد منه الأجيال القادمة.
وتتولى اللجنة العليا للمشاريع والإرث من خلال العمل عن كثب مع اللجنة المحلية المنظمة قطر 2022 مسؤولية الإشراف على العمليات التخطيطية والتشغيلية لبطولة كأس العالم، ليعيش ضيوفنا من عائلات ومشجعين قادمين من شتى أنحاء العالم أجواء البطولة بكل أمان، مستمتعين بكرم الضيافة الذي تعرف به دولة قطر والمنطقة.