تتميز العلاقات القطرية الباكستانية بالعمق والمتانة في مختلف المجالات، منذ بداية العلاقات الدبلوماسية في بداية السبعينيات. وقد تعززت العلاقات بين البلدين الشقيقين بالزيارات المتبادلة بين الدولتين على أعلى المستويات، والتي تم خلالها التوقيع على عدد كبير من الاتفاقيات في مجالات السياسة والاقتصاد والتبادلات التجارية والاستثمارات والثقافة والتعليم وغيرها من المجالات المهمة بالنسبة للبلدين.
الشراكة الاقتصادية بين البلدين:
شكّل توقيع اتفاقية طويلة المدى لاستيراد حوالي 3.5 ملايين طن سنويا من الغاز الطبيعي المسال من دولة قطر بداية جديدة للشراكة الاقتصادية بين البلدين الشقيقين، وجاء ذلك تأكيدا من دولة قطر على عمق العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين وسعيا من الحكومة القطرية على دعم الحكومة الباكستانية على مواجهة أزمة الطاقة المستعصية.
وإلى جانب ذلك، استثمرت شركة المرقاب القطرية الخاصة بنسبة 49% في إنشاء محطة لتوليد الطاقة بالفحم الحجري تصل قدرتها الإنتاجية إلى 1320 ميغاوات.
الاستثمارات القطرية في باكستان والتبادل التجاري بين البلدين:
لقد وجه حضرة صاحب السمو أمير دولة قطر إثر زيارته الأخيرة لباكستان عام 2019م بدعم الاقتصاد الباكستاني بثلاث مليارات دولار في شكل ودائع واستثمارات مباشرة تأكيدا على متانة العلاقات الثنائية وتعبيرا عن ثقة دولة قطر في قوة ومتانة اقتصاد جمهورية باكستان الإسلامية. وشهدت العلاقات الاقتصادية بين دولة قطر وباكستان في الآونة الأخيرة تطورا ملموسا، حيث ارتفع التبادل التجاري بين دولة قطر وباكستان إلى حوالي 2,6 مليار دولار، وهناك حوالي 1400 شركة مشتركة تعمل في مجالات مختلفة، كما تحتضن دولة قطر 7 شركات برأس مال باكستاني بنسبة 100 بالمائة. وتشجع دولة قطر رجال الأعمال من البلدين على المساهمة في تطوير التعاون التجاري الثنائي وتسعى إلى التقريب بين الشركات القطرية ونظيرتها الباكستانية إلى التعاون فيما يخدم مصالح البلدين.
استقدام الباكستانيين للعمل بالدولة والتسهيلات المقدمة في هذا الشأن:
لقد وجه حضرة صاحب السمو الشيخ / تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، برفع عدد العمال الباكستانيين في دولة قطر، فتم الإعلان عن استقدام مائة ألف من الأيدي العاملة الباكستانية للعمل على مشاريع البنية التحتية التي تجري بدولة قطر في إطار تحضيرات استضافة كأس العالم 2022م وغير ذلك من المشاريع الجارية بدولة قطر. وبدأ العمل على ذلك سريعا فتم إنشاء منصة على الإنترنت تحتوي على البيانات الخاصة للباحثين عن العمل، كما تم تحديد عدد من وكالات التوظيف المعتمدة في باكستان، وتم تزويد الجانب الباكستاني بقائمة مكاتب الاستقدام في دولة قطر لأهمية التنسيق بين الجانبين. وإلى جانب ذلك، فتحت دولة قطر مركزين للتأشيرات في مدينتي إسلام آباد وكراتشي لتسهيل إجراءات إصدار التأشيرات للمواطنين الباكستانيين، وتم بالفعل إصدار حوالي 45 ألف تأشيرة عمل لحد الآن. وكانت باكستان كانت من بين أول ثمان دول اختارتها دولة قطر لتدشين "مركز تأشيرات قطر خارج البلاد" مما يهدف إلى الحد من الممارسات الاستغلالية في حق العمال، وضمان حقوقهم من خلال توثيق العقود.
التعاون في مجال التعليم والصحة
أصبحت باكستان أكبر مستفيد من مبادرة دولة قطر لتعليم عشرة ملايين طفل خارج المدرسة في أنحاء العالم حيث دعمت دولة قطر وزارة التعليم والتدريب المهني الفيدرالية لتدشين برنامج تعليم مليون طفل خارج المدرسة في باكستان، وذلك بموجب اتفاقية تم توقيعها عام 2018م.
ويقوم "صندوق العيش والمعيشة"، الذي يترأسه خلال الفترة 2019م-2020م صندوق قطر للتنمية، بتمويل مشروع "مساندة البرنامج الوطني لاستئصال شلل الأطفال لفترة 2019م-2022م". والذي يهدف إلى مساعدة الحكومة الباكستانية على تحسين حالة 39.2 مليون طفل دون الخمس سنوات.
تبلغ موازنة هذا المشروع 570 مليون دولار أمريكي، ويمتد المشروع على فترة سنتين. ويتضمن المشروع النشاطات التالية:
- الحصول على اللقاحات.
- عمليات التمنيع.
- التوعية الاجتماعية.
- مراقبة شلل الرخو الحاد.