خالد بن محمد العطية في حوار مع برنامج "الحقيقة": الحوار أقصر الطرق لحل الأزمة١٩ نوفمبر ٢٠١٧أكد سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع، أن الحوار هو أقصر وأسهل طريق لحل أي خلاف ، معربا عن أمله في أن تستمع دول الحصار لصوت العقل والحكمة والاستجابة الى دعوة صاحب سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت والجلوس إلى طاولة الحوار.وأضاف سعادته في حوار مع برنامج "الحقيقة" على تلفزيون قطر، بأن دولة قطر منفتحة ولا تخشى أي شيء ولكنها تتمنى أن يكون حل الأزمة عن طريق الحوار.وحول تطوير القوات المسلحة القطرية، أوضح سعادته أن وحدات القوات المسلحة وضباطها وجميع أفرادها هم أكثر الافراد تميزا على مستوى المنطقة .. مشيرا إلى توجيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بتطوير القوات المسلحة "فقمنا بإدخال العديد من المنظومات المتطورة للقوات المسلحة ومنظومات كثيرة ايضا في طريقها للدخول للقوات المسلحة.. الدور الرئيسي الذي أقوم به هو تطوير القوات المسلحة، فالعدو اليوم غير تقليدي /وهو الارهاب/ ومعالجة الارهاب بمراحل أولها الجذور عن طريق التعليم والتنمية .. ولكن لابد أن يكون هناك قوة عسكرية على أهبة الاستعداد للدفاع عن البلد ضد أي هجمات إرهابية".وعن متابعته للأزمة الحالية والطريقة التي تم بها افتعال الازمة عن طريق الفبركة، قال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع إنه عاصر العديد من الازمات التي مرت بالمنطقة ولكنه لم ير مثيلا للأزمة الحالية، خاصة موضوع القرصنة،" فأنا كنت حاضرا في الحدث الذي نسب فيه التصريح المفبرك لسمو الأمير في حفل تخريج الدفعة الثامنة للخدمة الوطنية، وسمو الامير لم يتحدث مع أحد خلال الحفل سوى مع الشاب "غانم المفتاح" وهو خارج من الحفل، ثم تفاجأنا بعد منتصف الليل بالمعلومات التي تم نشرها إثر اختراق وكالة الانباء القطرية وبث تصريحات مزورة على لسان سمو الأمير".وأعرب عن اعتقاده بأن دول الحصار لم تكن في حاجة لمثل هذه الجريمة من أجل بدء الحصار ،" ولكن هذه أمور قديمة ومستمرة.. واعتقد أنه عقب الاجتماعات الثلاثة التي كانت في الرياض سواء القمة التشاورية الخليجية أو القمة الاسلامية الامريكية أو العربية الامريكية والتي شاركت فيها قطر، كانت الامور، عادية لذلك اعتقد أن هناك من اشار عليهم بأن يفتعلوا هذه الجريمة من أجل تمرير المخطط.وبشأن أوجه التشابه بين الأزمة الحالية وأزمة سحب السفراء في 2013 / 2014 ، قال إن الهدف واحد ولكن بتكتيكات مختلفة ، فأزمة 2013 و2014 هي نفسها أزمة 1996 والأزمة الحالية امتداد لها وإن كانت بتكتيك مختلف، فبحكم منصبي في 2013 عاصرت هذه الازمة بتفاصيلها ، حقيقة لابد من التوقف ليعرف الناس ماذا جرى في 2013 ، في أواخر يونيو 2013 استلم سمو الامير مقاليد الحكم وقبل نهاية الشهر عين الحكومة وكنت أنا أحد اعضاء الحكومة كوزير للخارجية وكان أول اجتماع لنا مع سمو الامير .. والتوجيه كان واضحا بان اولويات العلاقة هي بناء علاقة متميزة في كل شيء مع دول مجلس التعاون الخليجي سواء من الناحية الاجتماعية او الاقتصادية او السياسية، وهذا كان توجيها واضحا وصريحا وعلى رأس أوليات سمو الأمير في أول جلسة لمجلس الوزراء.وعقب تسلمي لمهامي وردني أول اتصال من سمو الشيخ صباح خالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي.. وكان يستفسر عن بعض الامور ويقول إنه جاءه اتصال من سمو الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي السابق رحمه الله يستفسر فيه عن بعض المشكلات الحاصلة في قطر، فنفيت له هذا الكلام اطلاقا بعدم وجود أي مشكلات، وأن سمو الامير كل توجيهاته تبشر بالخير بالنسبة لتوجهاتنا تجاه مجلس التعاون، وهذا يدل على أن سمو الامير ما إن استلم مقاليد الحكم الا وكانت هذه المشكلات موجودة، فاتفقت مع الشيخ صباح خالد الحمد أن يلتقي سمو الأمير المفدى مع سمو أمير الكويت في نيويورك، ويتبادلان الافكار حول هذا الطارئ لكن قدر الله أن الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح تعرض لوعكة صحية فتعذر اللقاء في نيويورك والتقينا في الكويت فيما بعد.وأعرب عن اعتقاده بأن بداية أزمة 2013 كانت هي من أجل إحداث صدمة ومحاولة تطويع قطر بسرعة، فكانوا يرغبون في إحداث صدمة في بداية حكم سمو الأمير من أجل أن تكون هناك هزة قوية تطوع قطر من خلالها، وتتخلى عن كل مبادئها وتكون تابعا وهذا بالنسبة لنا في قطر يعتبر خطا أحمر فهنا بدأت أزمة 2013 .وحول التحرك من قبل الدول الأربع: البحرين والسعودية والامارات ومصر لتنفيذ حصار على دولة قطر في 2013 ، قال سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع إن مصر كانت خارج أزمة 2013 ـ 2014 ، وأنا قمت بجولة خليجية لمعرفة سبب هذا التحرك الغريب، وفي شهر نوفمبر 2013 اتصل سمو أمير الكويت بسمو الأمير .. وقال له " أنا سوف أقدم إلى قطر ومنها سنذهب الى السعودية، ورحب سمو الامير بذلك وذهبنا إلى الرياض، وسمو الأمير وضح للملك عبدالله بن عبد العزيز (رحمه الله) كل الامور ووضع النقاط على الحروف .. وفي هذه الجلسة وصلنا الى تفاهم أطلق عليه تفاهم الرياض وهذه الورقة هي التي يتم تداولها الآن.وفي نوفمبر 2014 تلقى سمو الأمير اتصالا آخر من سمو أمير دولة الكويت واتفقا على الذهاب ايضا الى الرياض لإنهاء الازمة بشكل كامل، فوجئنا خلال الاجتماع أن أحد المسؤولين في المملكة جاء بورقة مكتوبة وبدأ يتلوها امام الحضور وكان محتواها ضد دولة قطر، فسمو الامير رفض هذه الورقة جملة وتفصيلا وطلب تعديلها، وأن تكون الالتزامات على كل الاطراف وليس على دولة قطر فقط ، وعندها حاول الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي اقناع سمو الأمير بالموافقة على هذه الورقة .. ولكن سمو الامير كرر رفضه التوقيع عليها دون أن يتم تعديلها وأن تكون ملزمة لكافة الاطراف .. وقام سمو الامير بوضع التعديلات اللازمة على هذه الورقة.. وهو ما تم الاتفاق عليه وانتهت الأزمة.وحول حقيقة سعى الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي السابق، لإخراج دولة قطر من مجلس التعاون الخليجي عام 2014 ، قال سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية " ليس عندي ما يثبت هذا الكلام، ولكن التحرك كان واضحا.. ولقد كانت لي في بعض الأوقات علاقة مميزة مع الأمير سعود، ولمست في بعض الأحيان أن هناك أمورا خارجة عن إرادته.. حتى أنه وصل في مرحلة أن حل الأزمة ضروري، ولكن كانت تأتي توجيهات تجعله يعطل حل هذه الأزمة.. ولكن لا يعني ذلك أن الأمير سعود هو الذي تصدر عملية المقاطعة في عام 2013".وبشأن نية التدخل العسكري من دول الحصار في عام 2014 من أجل تغيير الحكم في قطر، شدد سعادته على أن قطر لا تخشى إلا الله عز وجل، وأن ثقة سمو الأمير المفدى في مسؤوليه وشعبه كبيرة، وأن حماية قطر مسؤولية كل فرد من الشعب، معتبرا أن نية التدخل العسكري لدول الحصار في قطر عام 2014 لم تكن نوايا، وإنما خطط مكتملة، وأن هناك اثنين من القادة الذين شاركوا في محاولة الانقلاب عام 1996 أكدا للبعض بعدم القلق لأن هناك محاولة أخرى.وتابع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع قائلا " إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، وجه الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد السابق خلال الأزمة الخليجية (2013 -2014) بسحب الحشود من على الحدود، وهذه حقيقة لا أحد يستطيع أن ينكرها.. ونحن في قطر تعرضنا إلى ظلم شديد من الأشقاء، ولكننا دائما نحسن الظن بهم ونسعى أن تكون علاقاتنا مبنية على مبادئنا المبنية على تحقيق المصالح والمبادئ في نفس الوقت.وبشأن من يقول إن اتفاق الرياض والاتفاق التكميلي له هو تعهد كتابي ملزم فقط لدولة قطر ولا يلزم جميع دول مجلس التعاون، رد سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس الوزراء ووزير الدولة لشؤون الدفاع بقوله : "هذا غير صحيح".وأضاف "لقد ذكرت لك الآن الملابسات.. ويجب أن أقول إن الأزمة وقعت بتاريخ 4 / 3 في الرياض خلال الاجتماع الذي حضرته إلى جانب وزراء الخارجية في السعودية والبحرين والامارات وعمان وفي الوقت الذي كان قد تم فيه الاتفاق على تكليف دولة الكويت بصفتها وسيطا وليس بصفتها رئيس مجلس التعاون لأن الوقت الذي تم فيه اللجوء إلى دولة الكويت كان قبل أن تتسلم رئاسة مجلس التعاون وقد تم تكليفها بإعداد آلية تنفيذية لاتفاق الرياض في الكويت.وتابع "في اجتماع شهر مارس الذي تم بالرياض لمناقشة الآلية التنفيذية التي تعدها الكويت، حصلت أحداث غريبة منها على سبيل المثال أن بعض الأطراف طلبت من سمو الشيخ صباح أن يصل مبكرا إلى الرياض قبل الاجتماع في الرابع من مارس وعرضت عليه هذه الأطراف ورقة لطرحها واستعراضها غير الآلية التنفيذية، لكن الشيخ صباح رد على من عرضها عليه إن دور الكويت هو دور الوسيط وليس دور الرئيس حتى تطرح أوراقا، ولكنهم لم يستمعوا لنصيحة الشيخ صباح وطرحوا الورقة للمناقشة وقد رفضتها حينها وطلبت من الأمين العام لمجلس التعاون عدم قراءة هذه الورقة وعدم إكمال القراءة لأن الورقة كانت مستفزة حقيقة وتنال من سيادة دولة قطر مباشرة، لذلك رفضتها.. حاول الزياني مواصلة قراءتها لكنني رفضت ذلك مما نتج عنه خلاف في هذه الجلسة بتاريخ الرابع من مارس لعام 2014 وانتهينا على أن هذه الورقة مرفوضة.. بعد ذلك حاول الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي في ذلك الوقت، التعديل في الورقة لكن التعديل الذي أدخله لم يكن كافيا ولا مقبولا بالنسبة إلينا .. لذلك طلب منا كل من الشيخ صباح والأخ يوسف بن علوي أن نعطيهما فرصة لطرح ورقة جديدة، وفعلا عملا على إعداد ورقة وكانت نوعا ما مقبولة لأنها لا تتعرض إلى أي دولة بالاسم وتتحدث عن مبادئ عامة".وأشار سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع إلى انه طلب من نظرائه في دول المجلس مهلة 24 ساعة لعرض الورقة الجديدة على الجهات المعنية في دولنا بحكم أنه تم تغيير البرنامج ولم يعد آلية تنفيذية بل ورقة جديدة "نحتاج إلى 24 ساعة حتى نطلع الجهات المسؤولة (التنفيذية) في دولة قطر عليها ثم نعتمدها فيما بعد.. طبعا هم رفضوا هذا الكلام وكانوا مستائين رغم أن كلا من السيد يوسف بن علوي وأخي صباح عرضا عليهم أن يرافقاني إلى الدوحة وبعد 24 ساعة نأتي من جديد".ولفت نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع إلى أن ثمة حادثة أخرى لا بد هنا من ذكرها تتمثل في أن اتصالا ورده من دولة قطر أثناء رفع الجلسة، حيث كان الأخوان يوسف بن علوي وصباح مازالا يعملان على الورقة.. "أخبرت فيه أن الجماعة لديهم نوايا وهي غلق الحدود في ذلك الوقت وسحب السفراء وإيقاف التعامل مع المؤسسات المشتركة".. وقد وردتني تلك المعلومة بصفتي وزير الخارجية.. لذلك فمن الواضح أن النية مبيتة وسواء وقعنا أم لم نوقع على الورقة فهناك إجراء يراد اتخاذه وكانوا يودون أن يتخذ هذا الإجراء في ظل ورقة موقعة حتى يتسنى القول إن دولة قطر خالفت مضمونها.. لكن ما حصل أن دولة قطر وقعت الاتفاق وعدت إلى الدوحة في الرابع من مارس وفي الخامس منه تم الإعلان عن سحب السفراء.وبشأن دور الوسيط الكويتي من أجل تقارب وجهات النظر بعد الخامس من مارس 2014 وأزمة سحب السفراء قال سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع "لأكن صريحا معك فحكمة سمو الأمير حفظه الله وتعاونه مع أخيه سمو الشيخ صباح حفظه الله في ذلك الوقت ومع أخيه جلالة السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله ، كان لها دور كبير في حفظ كيان مجلس التعاون الخليجي لأن المجلس يهمنا جميعا وكانت المحافظة عليه أولوية بغض النظر عن محاولة الدول الأخرى للضغط باتجاه ايجاد خلل في هذه المنظومة.. فالكويت لها دور مقدر والشيخ صباح حفظه الله بذل بالفعل مجهودا جبارا في هذا الموضوع سواء في الأزمة الأولى أو في الأزمة الثانية.وردا على سؤال حول الأسباب الداعية لاستحضار "أزمة ليبيا" التي تم الانتهاء منها في عام 2012 واستحضارها كذلك في أزمة سحب السفراء في 2014 ، أوضح سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع، أن الموضوع الليبي كان قد انتهى.. مشيرا سعادته كمثال على ذلك إلى انه "في إحدى الجلسات التي اجتمعنا فيها مع سمو الشيخ صباح وكان الأمير سعود الفيصل موجودا قال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "يا أخ سعود نحتاج منك أن تقدم لنا الأدلة .. أنتم تتكلمون كثيرا عن قطر وعن تجاوزات .. قدم لنا الأدلة"، فرد الفيصل لدي أدلة كثيرة فقال له سمو الأمير تفضل بها ، فرد الفيصل أنا لا أثق فيكم.. فقال له سمو الأمير .. تثق في الشيخ صباح؟ قال الفيصل نعم ، فقال سمو الأمير أنا ليس لدي مانع .. قدم كل ما لديك من أدلة إلى سمو الشيخ صباح". وتابع العطية " ومنذ عام 2013 حتى الآن لم نستلم هذه الأدلة."وأضاف سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع "لنعد إلى موضوع ليبيا .. هذا الموضوع قتل بحثا نحن لا نعلم متى ننتهي من هذه المسألة المعادة المكررة المعروفة دوافعها منذ البداية، وليست هناك ضرورة لذكر هذه الدوافع لأنه تم الحديث عنها كثيرا لكني شخصيا كنت شاهدا على لقاء تم في ذلك الوقت حينما كان سمو الأمير وليا للعهد حيث قابلنا كلا من متعب بن عبدالله إضافة إلى خالد بن سلطان والأمير محمد بن نايف وكان مساعده العيبان في ذلك الوقت وخالد التويجري، وبحثنا في مثل هذه الأمور وأغلقنا الملف وانتهت القضية".وأضاف سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية ، "وفي واقعة أخرى قال الملك عبدالله ، رحمه الله، بالحرف الواحد (صافي يا لبن) وأنا شاهد على هذه الأحداث.. هذه المسألة تعاد وتكرر والرؤية اتضحت الآن لأن المسألة هي تطويع قطر وأنا أرى أننا إذا لم نستطع التعايش مع بعضنا البعض فلا أقل من أن يحترم كل منا سيادة الآخر ومبادئه، ودون ذلك أعتقد أننا سنتعب".وردا على سؤال بشأن تسبب مصر وثورات الربيع العربي في الأزمة الخليجية (2013-2014)، رأى سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع أن ثورات الربيع العربي أزعجت الكثير من الدول ولم تزعج قطر لأنها واثقة من شعبها وبرامجها ومشاريعها التنموية، لافتا إلى أن مصر كانت أحد أسباب الأزمة لكن لم تكن السبب الرئيسي في اتخاذ مواقف ضد قطر بهذا الشكل، بل استخدمت للوصول إلى هذا الموقف.وعن العلاقات القطرية مع السعودية والإمارات والبحرين بعد الأزمة الخليجية (2013-2014)، قال سعادته إن قطر بعد اتمام المصالحة عام 2014 رجعت تتعامل بشكل طبيعي مع الدول الثلاث، مشيرا إلى أنه كان هناك تنسيق بشكل يومي مع الأشقاء في السعودية حول كافة الأمور والملفات المشتركة، وأن قطر لم تخسر السعودية، ولكن السعودية هي من خسرت قطر في هذه الأزمة الشديدة.وأضاف أن العلاقات القطرية مع الإمارات كانت طبيعية، حيث كان هناك طرف من قطر وآخر من الإمارات يتواصلان مع بعضهما البعض في كافة الملفات، كما أن العلاقات كانت طبيعية مع البحرين قبل أسبوع واحد من اندلاع الأزمة.وحول ردة فعل مجلس التعاون الخليجي من استمرار الإعلام المصري بالتحريض والتطاول على قطر بعد اتفاق الرياض 2014، شدد سعادته على أن قطر تقدمت بأدلة واثباتات للأمانة العامة لمجلس التعاون ولم يلتفت لها، وأنه بعد استمرار الهجوم الإعلامي على قطر سواء في مصر أو واشنطن أو أوروبا، علمت قطر أنه لا يوجد مجال لتقديم شكوى، وإنما العمل على أخذ احتياطاتها وحماية مصالحها.ورأى أن الإعلام المصري الذي يسب قطر معظمه مدفوع من إحدى الدول الخليجية وليس من مصر نفسها، سواء في ذلك الوقت أو الوقت الحالي، لافتا إلى أن كل المحاولات القطرية لتقريب وجهات النظر مع الأشقاء في مصر كانت دائما تعرقل من أطراف خارجية.وعن الأسباب الحقيقية التي منعت تحسن العلاقات بين قطر ومصر، قال سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع إن توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، كانت واضحة بشأن عدم تأثر التزامنا مع مصر لأننا في النهاية نعلم قيمة مصر، وأن مصر يجب أن تكون قوية.. مشددا على أن قطر تعاملت مع مصر بعد الثورة بداية من المشير محمد حسين طنطاوي وحتى الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأن قطر دعمت كل الحكومات التي جاءت بعد الثورة سواء كانت حكومات مؤقتة أو حكومات جاءت بالانتخاب، ولم تتعامل مع حزب سياسي أو أشخاص معينين.وحول سبب إقدام دول الحصار على تسريب اتفاق الرياض عام 2013 إلى وسائل الاعلام، أوضح سعادته أن قطر لو دفعت أموالا من أجل تسريب هذا الاتفاق ما استطاعت، وأن دول الحصار قدموا لها خدمة مجانية وسربوا هذا الاتفاق واعترفوا بتسريبه .. لافتا إلى أن كل من قرأ الاتفاق لم يجد فيه إلا مادة واحدة موجهة إلى قطر، وأن هذا الاتفاق ما هو إلا اتفاق مبادئ عامة ملزم لجميع دول مجلس التعاون، وجميع الدول وافقت على هذا الالتزام.وعن دور الأمانة العامة لدول مجلس التعاون في الأزمة الخليجية، رأى سعادته أن السيد عبداللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي ظلم في هذا المنصب لأن هذا المنصب مر عليه عمالقة كان لهم وزن وثقل، ولكن الزياني لم يستطع تحمل مسؤولية المكان، لافتا إلى ان قطر كان لها عتب كبير على طريقة إدارة الزياني خلال أزمة (2013 - 2014)، وأيضا خلال الأزمة الحالية لأن أمين عام مجلس التعاون الخليجي يمثل كل دول المجلس ولا يمثل طرفا ولا جنسيته بمجرد اختياره للأمانة، موضحا أن موافقة قطر على التجديد للزياني في رئاسة الأمانة العامة لدول مجلس التعاون جاء لعدم الخروج عن الصف الخليجي.ووصف سعادته اتهام وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة لقطر بأنها أعطت الاحداثية لجماعة الحوثي من أجل استهداف التحالف العربي في محافظة مأرب باليمن، بالخطير جدا، وأنه إذا صح هذا الاتهام تبنى عليه عواقب كبيرة، مطالبا إياه بمراجعة حساباته لان عمر الدول دائما اطول من عمر البشر.وحول معرفة قطر بمحاولات يوسف العتيبة سفير الإمارات في واشنطن تشويه صورة قطر وشيطنتها، أوضح سعادته أن قطر على علم بكل تفاصيل ما يقوم به العتيبة ضد قطر، وأنه حامل راية العداء لقطر في واشنطن ، وتابع قائلا "إن كبار المسؤولين الأمريكيين طلبوا من قطر معرفة أزمة العتيبة ولماذا يقول أن العدو رقم واحد هو قطر؟، لكننا كنا نستغرب من هذا الكلام نترفع عن هذه الامور، لان علاقة القادة مع بعضهما علاقة مباشرة، ولم يكن يتضح من أن علاقة القادة فيها أي شيء شائك في الآفق".وشدد على أن الدعم القطري للإمارات في استضافة مؤتمر اكسبو 2020 كان تكليفا من سمو الأمير المفدى، وان الإمارات ارسلت رسالة شكر لقطر على دعمها لها، مستغربا في الوقت نفسه من محاولات الإمارات إفشال استضافة قطر لمونديال 2022، بالرغم من أن قطر تعتبر هذا المونديال هو بطولة العرب والمسلمين وليس بطولة قطر فقط.وعن فتح مكتب لطالبان في قطر وردت الفعل على افتتاح هذا المكتب، قال إن دولة قطر طلب منها من بعض الاصدقاء في الولايات المتحدة الامريكية تسهيل فتح مكتب سياسي لحركة طالبان في قطر، مضيفا ان هدف قطر هو تحقيق الاستقرار في افغانستان " وسعينا بحسن نية في هذا الاتجاه وتم شكرنا على ذلك".وعن موقف دولة قطر من الثورة السورية والاتهامات بدعم فصائل متطرفة ، قال إن قطر لم تدعم ابدا أي فصيل متشدد، فلم تدعم جبهة النصرة او من على شاكلتها، في بداية الازمة في 2011 تحرك سمو الامير عندما كان وقتها وليا للعهد وحاول بقدر المستطاع حقن الدماء بما كان لنا من علاقة مع النظام السوري .. وانا اذكر ان صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ابتعثني لدول إقليمية لحثها على الاستعجال في حل الوضع في سوريا سلميا حتى لا يخرج عن السيطرة.وأضاف أن دولة قطر بعد أن سالت الدماء وقفت للدفاع وحماية الشعب السوري، فهذا الشعب طلب الحرية والعدالة " وقفنا مع الشعب السوري مع الحلفاء وكانت السعودية احدهم فكل الاتهامات التي توجه الى قطر حاليا في هذا الشأن باطلة .. وبدت تتكشف الآن بأن الازمة ليست قطر كادعائهم انها داعمة للإرهاب .. ولكن قطر كانت من اولى الدول التي تكافح الارهاب ، ففي قطر لنا عدو واحد وهو الارهاب وكل امكانياتنا تسخر من أجل محاربته".وبشأن قانون الخدمة الوطنية الجديد قال سعادته "إن توجيه سمو الامير واضح وهو ليس الخدمة الوطنية من اجل الخدمة الوطنية فقط، ولكن اليوم لابد ان يكون هناك برنامج للخدمة الوطنية يعطي المواطن القطري الخبرات القتالية في الدفاع عن الوطن والارض، وأيضا يجب أن يكون لديه مهارات اخرى تعينه على مسيرته العملية، فتم تطوير القانون وتم عرضه على سمو الامير ومجلس الوزراء وتم رفع القانون الى مجلس الشورى.. فأبناء الوطن يجب أن يدافعوا عن وطنهم ولذلك حاولنا ان نضع قانونا يلبي حتى احتياجاتهم المستقبلية.