دولة قطر تتقدم رغم الحصار

دولة قطر تتقدم رغم الحصار

 

أكدت مصادر رفيعة المستوى في وزارة المالية أن دولة قطر مستعدة للحوار مع الدول الشقيقة في مجلس التعاون الخليجي بدون أية شروط مسبقة.

لقد فرضت الدول المجاورة لدولة قطر في 5 يونيو 2017م الحصار عليها بتهمة دعم الإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الخليجية، وذلك ما رفضته دولة قطر بشدة.  وفشلت دول الحصار في إثبات هذه التهم على أية منصة إقليمية أو دولية.

كانت دولة قطر تعتمد على جيرانها في كثير من الأمور، إلا أن قرار دول مجلس التعاون الخليجي بحصار دولة قطر شكل فرصة للتقدم إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي بفضل مشاريع اقتصادية قصيرة وطويلة المدى لتقليص اعتماد الدولة على جيرانها، واستطاعت دولة قطر كسب تقدم هائل في مجالات الاقتصاد والدبلوماسية وحقوق الإنسان والرياضة والتجارة رغم مرور 18 شهرا على حصارها.  وقد أكد البنك الدولي أن نسبة نمو الاقتصاد القطري، والتي كانت 1.3% عند بداية الحصار عام 2017م، ارتفعت في عام 2018م إلى 2.8%، ومن المتوقع أنها ستتجاوز 3.1% خلال عام 2019م.

دشنت دولة قطر خلال الحصار "ميناء حمد" ويعد أكبر ميناء في منطقة الشرق الأوسط، حيث يتم التعامل مع أكبر السفن في العالم. وفتحت دولة قطر خطوطا بحرية جديدة بينها وبين عمان وتركيا والهند وإيران والعراق وباكستان، علما بأن الخط البحري السريع بين باكستان ودولة قطر قصّر المسافة بين البلدين من أسبوع إلى أربعة أيام فقط. كما دشنت دولة قطر مشروع مصفاة (Laffan-2). واستثنت سكان حوالي 80 بلدا من ضرورة الحصول على التأشيرات مما ساهم في ترويج السياحة بدولة قطر، في ضوء أن نسبة الحجز في الفنادق ارتفع في عام 2018م إلى 95%.

قامت دولة قطر بتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع عدد من دول العالم عموما ومع ألمانيا والولايات المتحدة على وجه الخصوص. وتجري استعدادات كأس العالم 2022م على قدم وساق، وحيث اكتمل 90% من مشاريع البنية التحتية في ديسمبر2018م.

راجعت دولة قطر السياسات الخاصة بسوق العمل لتبسيطها وتسهيلها مما ساهم في تحسين وضع العمال، كما أنشأت مناطق اقتصادية خاصة لتعزيز الاستثمار. وقد تعزز دور دولة قطر الدبلوماسي خلال فترة الحصار، فهي تؤدي دور الوساطة بالسودان، كما تقوم بالوساطة في المجموعات المتحاربة في فلسطين، إلى جانب دورها البارز في التفاوض الجاري بين طالبان والولايات المتحدة.

تعد الخطوط الجوية القطرية من أحسن شركات هذا المجال في العالم، كما أن مطار حمد الدولي احتل المركز الخامس في قائمة أحسن مطارات العالم خلال عام 2017م. وقد أكد الخبراء الدوليون أن قطر استطاعت منع الحصار من التأثير على حياة الشعب، كما أن إعلان الانسحاب من أوبيك لم يضر باقتصادها. كما أنشأت دولة قطر مراكز تأشيرات في ثمان دول بما فيها باكستان لتوفير فرص العمل إلى الباحثين عنها.

 ورغم كل هذه النجاحات البارزة، أعربت دولة قطر عن استعدادها للحوار مع الجيران بدون أية شروط مسبقة، انطلاقا من موقفها الأساسي، معلنة أنها سترفض إملاءات أية دولة تمس سيادتها وفقا للقوانين الدولية المعروفة.